دكتورة سمية عفيفى وزوجها دكتور عبد العظيم عباس نسأل الله ان يتغمدهما برحمته ويدخلهما فسيح جناته
القائمة

البداية والتيسير

ولدت الدكتورة "سمية محمد موسى عفيفي" أول يوليو 1935م لأب من علماء الأزهر، وأم من المصريات القلائل اللاتي حصلن على الدكتوراه من الخارج، كان هذا الجو العلمي الذي جمع بين أصالة التراث والاطلاع على معارف الخارج هو أول لبنة في تكوينها حتى وإن جاء بطريقة لا شعورية، غير أن الأقدار لم تمهل والديها، حيث توفِّيا وهي في سن الثامنة، فكفلتها خالتها، ويبدو أن كفالة خالتها لها أوجدت في داخلها نوعًا من الحب والعطاء الفياض للجميع، لازمها طوال حياتها، وكان يصدر منها بطريقة عفوية.

والتحقت الدكتورة "سمية" بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب وتخرجت فيه بتفوق عام 1956م، وتزامن ذلك مع العدوان الثلاثي على مصر، وهو ما حال دون سفرها إلى بريطانيا أو أوربا لإكمال دراستها العليا نظرًا لتوقف البعثات المصرية إلى أوربا في تلك الفترة، حيث تحولت البعثات فى تلك الفترة الى الاتحاد السوفييتي (السابق).

وزاد مأزقها مع اقتراب موعد سفرها للخارج بعدما وقع عليها الاختيار للسفر كأول طالبة يتم ترشيحها للسفر ضمن أول بعثة لدراسة اللغة الروسية في الاتحاد السوفييتي. وقد جاء ترشيحها للسفر مع إعلان خطبتها على الدكتور عبد العظيم عباس -رئيس قسم الكيمياء والطبيعة بتربية عين شمس، لاحقا - وعندما ذهبت لإخباره بأمر الترشيح، أبدى حماسة لذلك، ثم حسم الأمر ليسافر معها بعد أن عمل كملحق ثقافي في سفارة مصر في الاتحاد السوفييتي.